مما لا شك فيه أن المسيحية قد تأثرت بالكثير من الطقوس الوثنية التي كانت منتشرة في الإمبراطوريات اليونانية والرومانية والفارسية والهندية في ذلك الوقت. ولقد واجه القرآن الكريم، هذه الوثنيات وناقشها، وهي وثنيات تتشابه وتتشابك في الشكل والموضوع. قال الله تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ... ) (التوبة: 30). وقوله تعالى ( يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ) إشارة بليغة معجزة إلى قصة الوثنيات القديمة الممتدة عبر العصور والدهور. إن المسيح عيسى (عليه الصلاة والسلام) لا يعدو أن يكون رسولاً من رسل الله الذين خلوا من قبل، وكذلك محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فلقد قال الله عنه كذلك ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...) (آل عمران: 144). وهكذا نجد القرآن الكريم دائماً، معجزاً وهادياً، في كل ما يقوله أو يقرره .. لا يقول إلا حقاً، ولا ينطق إلا صدقاً