FacebookTwitterYouTubeDailymotionScribdCalameo
SlideshareIssuuPinterestWhatsAppInstagramTelegram
Chat About Islam Now
Choose your country & click on the link of your language.
Find nearby Islamic centers & GPS location on the map.

Our Islamic Library contains:
Islamic TVs channels LIVE
Islamic Radios LIVE
Multimedia ( Videos )
Multimedia ( Audios )
Listen to Quran
Articles
Morality in Islam
Islam Q & A
Misconceptions
Interactive files & QR codes
The Noble Qur'an
Understanding Islam
Comparative Religions
Islamic topics
Women in Islam
Prophet Muhammad (PBUH)
Qur'an and Modern Science
Children
Answering Atheism
Islamic CDs
Islamic DVDs
Presentations and flashes
Friend sites

Articles' sections



Author:


Go on with your language:
qrcode

خداع الإلحاد محاضرة للشيخ عبد الرحيم جرين
الشيخ عبد الرحيم جرين

Viewed:
33

خداع الإلحاد

محاضرة للشيخ عبد الرحيم جرين

ترجم المحاضرة بتصرف موقع الدعوة الإسلامية

www.islamic-invitation.com

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبدأ بحمد الله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله

لماذا قد يصبح أحدهم ملحداً؟ لماذا قد يختار أحدهم نظاماً عقدياً يُعلن أنه لا يوجد خالق لهذا الكون؟

هذه هي النقطة الأولى التي أريد أن أوضحها لكم جميعاً، وهي أن الإلحاد هو ادعاءٌ للحقيقة، بعبارة أخرى، الملحدون يتخذون موقفاً حيال أمرٍ ما

أما المُتشكك فهو شخص يقول: لا أدري إن كان هناك إله أم لا، المُتشكك هو شخص يقول: ربما يوجد إله، وربما لا يوجد إله، لا أدري، فالأدلة غير مقنعة لي في كلا الاتجاهين

ولكن الملحد مُختلف، الملحد يُعلن أن الله غير موجود، الملحد يُصرّح بأنه أو أنها يعلم - وهذا هو المقصود الضمني - أنهم يعلمون أن الله غير موجود

ما أريد أن أبحثه هو: ما أساس هذه المعرفة؟ ما أساس هذا الادعاء؟ عندما يدّعي الملحد أن الله غير موجود أو أنهم يعلمون أن الله غير موجود أو أنهم مقتنعون بأن الله غير موجود، ما الذي يقودهم، ما الذي يجعلهم يتبنّون هذا الادعاء، ما الذي يجعلهم يتّخذون هذا الموقف؟

الآن، صديقي العزيز وزميلي، حمزة تزورتزيس، نحن نُطلق عليه أرسطو المسلم. نُطلق عليه هذا اللقب، ما شاء الله، ليس فقط لأنه يوناني الأصل، فهو يوناني واعتنق الإسلام، ولكن أيضاً لأنه على قدرٍ كبير من المعرفة في مجال الفلسفة، وقد أجرى مناظرات عديدة مع الملحدين، ملحدين بارزين في العالم، بما في ذلك، على سبيل المثال، إد باكنر، رئيس جمعية الإنسانيين والملحدين في الولايات المتحدة الأمريكية، ودان باركر، وهو مبشّر مسيحي سابق، حوّل تبشيره الآن إلى الإلحاد، وكثيرون آخرون ناظرهم حمزة، علناً ويمكنكم مشاهدة هذه المناظرات. إذا أردتم زيارة موقعنا الإلكتروني، موقعنا https://iera.org مكتوب في الرابط ، يمكنكم متابعة الروابط لتلك المناظرات ومشاهدتها إذا كان هذا موضوعاً يثير اهتمامكم. ما خلص إليه حمزة، وهو مشابه لما توصّلت إليه بعد سنوات طويلة جداً من الدعوة إلى الإسلام (إعطاء الدعوة)، أن معظم الناس الذين هم ملحدون ليسوا ملحدين لأن اعتقادهم عقلاني

كل ما عليكم فعله، إخوتي وأخواتي الأعزاء، هو مشاهدة بعض مناظرات حمزة مع هؤلاء الملحدين البارزين في العالم، وصدقوني، ستُصابون بخيبة أمل، ستُصابون بخيبة أمل كبيرة، ليس من حمزة، الحمد لله، ولكن ستُصابون بخيبة أمل لأن الملحدين تمكّنوا بطريقةٍ ما من إقناع كثير من الناس بأن الإلحاد نوعٌ من الاختيار العقلاني، إنه الموقف الافتراضي للعالِم والأكاديمي والمثقف

لذلك، كثير من الناس اليوم يتصوّرون أن معظم العلماء ملحدون، وهذا وحده يجعل الناس ينتبهون ويأخذون ادعاء الإلحاد على محمل الجد، حتى أنا نفسي في سنواتي العديدة كمسلم، ما شاء الله، ربما الآن 25 سنة، الحمد لله، كمسلم، لقد أصبحت مسلماً الآن لفترة أطول مما كنت غير مسلم. لقد فكّرت في هذا الموضوع كثيراً، كيف يمكننا إثبات وجود الله، مع فحص حجج الملحدين؟ ولكن كما يشير عنوان حديث اليوم، لقد توصّلت إلى أن هناك نوعاً من الخداع يحدث، أن ادعاءهم بأنهم عقلانيون ومثقفون هو في معظمه ادعاءٌ زائف

سأستنتج، وقد استنتج حمزة، أن معظم الملحدين ملحدون لأسباب عاطفية، وليس لأسباب عقلانية

الأسباب الأكثر وضوحاً لكون الشخص ملحداً، وهناك أسباب أخرى، هناك أسباب أخرى، ولكن السببان الأكثر ظهوراً لكون الشخص ملحداً هما: أولاً، الشخص يشعر أن الله قد خذله "حاشا لله" وهذا ما وجدناه أنا وزميلي حمزة من خلال التجربة، أن الكثير من الملحدين، وهؤلاء غالباً ما يكونون أشخاصاً متدينين سابقاً، يصبحون ملحدين لأنهم يشعرون أن الله قد خذلهم!! كانوا يقولون: كنت أصلي، كنت متديناً، كنت أؤمن بالله، ولكن بعد ذلك حدث كذا وكذا في حياتي، جاءتني صعوبة كذا وكذا في حياتي، كيف يمكن لله أن يفعل ذلك بي؟ كيف يمكن لله أن يجلس هناك ويتركني أواجه هذه الصعوبة؟ كان يجب أن ينقذني، كان يجب أن يخلّصني، كان يجب أن يُبعدني عن هذا

بعبارة أخرى، واجهوا صعوبةً ما في حياتهم، ويشعرون أنهم ربما يشعرون أنهم مميزون جداً لدرجة أن الله كان يجب أن يرعاهم، وهذا بحد ذاته، بالطبع، ينبع من مفهوم خاطئ عن الله ومفهوم خاطئ عن علاقتنا مع الله

كما نعلم نحن المسلمون، الحياة اختبار، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في أية رقم 2 من سورة الملك

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

الله الخالق يخبرنا أنني خلقت الحياة وخلقت الموت، إلا للاختبار، إلا لأرى أيكم أحسن عملاً، الله هو العزيز، وهو الغفور

إذن الحياة اختبار، وطبيعة الاختبار أن يكون هناك شدة ويُسر، ستكون هناك صعوبات، ستكون هناك مشاق، ستكون هناك أمراض، ستكون هناك أسقام

بل في القرآن الكريم، الله يخبرنا في الآية رقم 2 من سورة العنكبوت

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)

أحسبتم أن أترككم تقولون آمنا دون أن أختبركم كما اختبرنا الذين من قبلكم؟

لذا سنُختبر، وحقيقة أننا ندّعي أننا مؤمنون بالله لا تعني أننا سنتوقف عن الاختبار، لا، بل في الواقع، نعلم من النبي محمد ﷺ أن الله يختبر من يحبهم، ومن يحبهم أكثر، يختبرهم أكثر، لأنه من خلال عملية الاختبار هذه نصبح نحن كبشر أكثر صفاءً ونقاءً. هكذا نتعلم أن نتحسّن، هكذا نصبح أفضل، هكذا تصبح شخصيتنا وطبيعتنا ومزاجنا، إذا كنا صابرين، إذا اجتزنا الاختبار بنجاح، نصبح بشراً أفضل

إنه مثل عملية تنقية خام المعدن للحصول على المعدن النقي، عليك أن تنقّي الخام، عليك أن تستخرج المعدن النقي من الأوساخ ومن الخام الذي يحيط به، ومن خلال هذه العملية تحدث التنقية

الكثير من الملحدين لديهم هذه المشكلة: إذا كان هناك إله، فلماذا سمح بأن يحدث لي هذا؟

لكن هذا ليس عقلانياً، إنه ليس عقلانياً، إنه عاطفياً، إذا فكرت في الأمر، فسأستعرض الحجج العقلانية لوجود الله، وسنرى أن هناك حججاً عقلانية قوية جداً، وأسباباً وجيهة جداً للاعتقاد بأن لهذا الكون خالقاً، وبعد ذلك، سنتفحص، إن شاء الله، بعض حجج الملحدين، وسنجد أيضاً أن حججهم ليست قوية على الإطلاق. ولكنني ذكرت سبباً واحداً

أسباب الإلحاد: منظور تحليلي

إذن، السبب الأول من السببين الرئيسيين اللذين يجعل المرء يصبح ملحداً – ولاحظ أنني أقول "يصبح" ملحداً، لأن الموضوع الأول الذي أرغب في مناقشته، وهو موضوع شيق جداً، هو أن الإيمان بالله هو في الواقع فطري وغريزي للبشر

فأن يصبح المرء ملحداً هو قرار يتخذه الشخص. البشر يولدون بطبيعتهم مؤمنين بالخالق، بيئتنا وظروفنا هي التي تبعدنا عن ذلك، الإلحاد هو موقف مكتسب، وليس طبيعياً، إنه غير طبيعي

السبب الثاني الذي يجعل الناس يصبحون ملحدين هو أنهم ببساطة لا يحبون فكرة الاضطرار إلى العيش وفقاً لقواعد، بخلاف القواعد التي يضعونها لأنفسهم، لا يحبون فكرة أنهم سيُحاسَبون، لا يحبون فكرة أن هناك أشياء يجب على الإنسان أن يفعلها وأشياء لا يجب عليه أن يفعلها، وللعل فإن الوحيد الذي يملك الحق والعلم ليخبر البشر بذلك هو الله الخالق

بمعنى آخر، ما يجذب الملحد هو ما يتخيلونه أنه حرية أقول "يتخيلونه حرية"، ومع ذلك فإن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي للإلحاد

الإلحاد التاريخي والصدام مع الكنيسة

هناك بعض الأسباب التاريخية، خاصة بالنسبة للعلماء. لقد شوّه الصراع بين الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والعلم، بالنسبة للعديد من العلماء، مكانة الدين في مواجهة العلم. وتفكرون بشكل خاص في الطريقة التي عومل بها جاليليو. وبالنسبة للعديد من العلماء، هذا يعني أن الكنيسة، التي تمثل بالنسبة لهم الكنيسة الكاثوليكية الدين، هي ضد العلم، وأن الكنيسة لم تمنح العلماء حرية الاستكشاف وتطوير نظريات مختلفة

وأعتقد، بالمناسبة لنا أيها الإخوة والأخوات كمسلمين، أن هذا يجب أن يكون نقطة جانبية، يعني حكاية تحذيرية لنا. لأننا بالطبع في حضارتنا لم يكن لدينا هذا الصراع بين العلم والدين. في حضارتنا، في الواقع، نجد أن العلم كان يُروّج له، وكان يُشجع. بل ووفقاً لبعض العلماء والمفكرين الغربيين، فإن العملية العلمية نفسها، ما نسميه المنهجية العلمية، كانت شيئاً ابتكره المسلمون وقدموه، وقد تعلم الناس في الغرب تلك العملية من المسلمين

أعتقد أنه من المهم أن نكون كمسلمين حذرين للغاية بشأن خلق أو تضخيم الصراع بين الدين والعلم. ولكن بالطبع، إذا قرر المجتمع العلمي أن يتخذ الإلحاد موقفاً مفضلاً له، فسيصبح من الصعب جداً تجنب مثل هذا الصراع. ومع ذلك، أعتقد أن الواقع هو أن الادعاء بأن معظم العلماء ملحدون غير صحيح إطلاقاً. في الواقع، إذا نظرنا إلى بعض من أعظم العقول في العلم، مثل ألبرت أينشتاين، فمن الواضح جداً من خلال قراءة أعماله أنه كان يؤمن بوجود خالق، وكذلك نيوتن الذي اشتهر بطرق عديدة وهو أحد عمالقة العلم، كان يؤمن أيضاً بوجود خالق، ومن المثير للاهتمام أن داروين، لسنوات عديدة من حياته، كان يؤمن أيضاً بوجود إله؛ ولم يبدأ في التعبير عن شكوكه إلا في أواخر حياته، لذا، فإن هذا الادعاء بأن المجتمع العلمي هو مجتمع ملحد ليس صحيحاً على الإطلاق

الآن، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ما أرغب في فعله هو أن أستعرض بعض الحجج التي يقدمها الأشخاص الذين يؤمنون بوجود الخالق، وأرغب في تقديم مجموعة من الحجج لاتجاه جديد تماماً في النقاش، والسبب في رغبتي في تقديم هذا، هو أنه تم إجراء دراسة بحثية كبيرة جداً مؤخراً في جامعة أكسفورد من قبل "جمعية العقل والأنثروبولوجيا" أو "الأنثروبولوجيا في العقل، وقد أنفقوا 1.9 مليون جنيه إسترليني على هذا البحث، وإذا تذكرت جيداً، فقد شارك فيه أكثر من 60 باحثاً أكاديمياً من جميع أنحاء العالم. لذلك كانت هذه دراسة علمية كبرى في مجال علم النفس البشري والأنثروبولوجيا. وبعد سنوات عديدة، خلصوا إلى أن الإيمان بالآلهة، والمعتقد الديني، والإيمان بالحياة الآخرة، ليس شيئاً نتعلمه من آبائنا، بل هو شيء غريزي وطبيعي في الإنسان. بل إن عملية التفكير البشري ذاتها تتشكل بالقيم الدينية

وهذا أمر ذو أهمية كبيرة، لأنه بالطبع يتفق تماماً مع ما يقوله الإسلام من أن كل مولود يولد على "الفطرة". بعبارة أخرى، كل إنسان مفطور على عبادة الله وحده، كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، (كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه) هذا حديث صحيح، فإن آباءنا هم من يجعلوننا ننحرف عن تلك الفطرة الطبيعية فيجعلوننا نتبع ديانات مختلفة، أو لا نتبع أي دين على الإطلاق

هذه هي طبيعة الإنسان، ومن المثير للاهتمام أن هذه الدراسة البحثية الشاملة قد أكدت ذلك، هذه غريزة كامنة فينا جميعاً، والحيوانات بالمناسبة تعمل أيضاً بالغريزة، وما يميز الإنسان عن الحيوان هو أن الإنسان يمتلك العقل؛ لدينا القدرة على التفكير المنطقي، بينما الحيوانات تعتمد على الغرائز، ولدينا أيضاً ما نسميه الأفعال الانعكاسية

على سبيل المثال، إذا التقطت شيئاً ساخناً جداً، فلا يتعين عليّ التفكير؛ لا توجد عملية في دماغي تقول: "هذا ساخن جداً، يجب أن أسقطه"!!  لا، بل تفعل ذلك بشكل غريزي، تسقطه غريزياً. هذا فعل انعكاسي، وهو شيء غير عقلاني؛ إنه مجرد جزء من تركيبتنا الفطرية. لكي تستمر في حمل شيء ساخن، يجب أن تدرب نفسك، يجب أن تتعلم تجاوز غريزتك الطبيعية، وهو أمر يمكن للإنسان فعله، يمكننا تعلم تجاوز تلك الأفعال الانعكاسية وإجبار أنفسنا على حمل جمرة ساخنة. هذه القدرة على استخدام عقولنا لتجاوز ردود أفعالنا الغريزية هي سمة فريدة للبشر.  ومع ذلك فإن هذه الغريزة موجودة، والإيمان بالله غريزي في البشر

ما هو الدليل على ذلك؟ من المثير جداً للاهتمام أن أحد أبرز الملحدين، ريتشارد دوكينز، كان مؤخراً في برنامج تلفزيوني وتمت مقابلته، وكان يقول في هذه المقابلة: "معظم المسيحيين لا يعرفون شيئاً عن كتابهم المقدس، فهم ببساطة لا يعرفون شيئاً عن كتابهم". فقال المحاور: "حسناً، هذا مثير للاهتمام. أنت تؤمن يا سيد دوكينز، وأنت من كبار المعجبين بداروين، أليس كذلك؟ بالطبع، هذا داروين مهم جداً. هل يمكنك أن تخبرني بالعنوان الكامل لكتابه "أصل الأنواع"؟" فقال ريتشارد دوكينز: "يا إلهي!"  لقد قال "يا إلهي!"، وهكذا وجد هذا الملحد أو هذا الملحد الشهير نفسه في موقف صعب، لا يعرف الإجابة، وانتهى به الأمر بقول "يا إلهي!" مثل "يا إلهي"، ساعدني، ماذا سأقول؟ وهذا شخص يقول إنه لا يؤمن بالله، وهذا في الواقع غريزي

الله يضرب لنا في القرآن الكريم مثالاً لأولئك الذين يركبون قارباً، وينطلقون في القارب بهدف التجارة والبيع والشراء. عندما يذهبون إلى عرض البحر، تهب عاصفة هوجاء. يصف الله في القرآن كيف تتلاطم الأمواج فوقهم كأنها سقف خيمة. هل يمكنك أن تتخيل أمواجاً ضخمة تتكسر فوقك؟ للحظة، سيفكر الإنسان: حسناً، القارب سينقذني، القارب مبني جيداً، القارب سينقذني، أو ربما يعتقدون أن القبطان سينقذهم. ولكن عندما يبدأ القارب في التفكك والتحطم، ويُجرف القبطان بعيداً، ماذا سيفعلون؟ ماذا سيفعلون؟ يبدأون في الدعاء للخالق، يبدأون في قول: "يا إلهي، ساعدني". وعندما يقولون "يا إلهي"، فإن المفهوم هو المهم، سواء قالوا يا إلهي أو يالله أو يا رب

ماذا يدعون في أذهانهم من الناحية المفهومية؟ إنهم يدعون الإله الذي يعلمون غريزياً أن له سلطة على كل شيء في الكون، هذا هو من يدعون إليه؛ إنهم يعلمون غريزياً أن هذا الإله موجود ويمكنه إنقاذهم ويمتلك القوة والقدرة على خلاصهم من شدتهم، هذا هو بيت القصيد، ليس الاسم بل المفهوم، وهذا مهم، لأن هذا الإله الذي يدعونه غريزياً ليس جزءاً من الكون، إنهم لا يدعون شيئاً هو جزء من الكون، ولا هذا الإله هو الكون بأكمله مجمعاً، لا..، هذا الإله له سلطة وقدرة على الكون كله، هذا بالطبع هو الله، هذا بالطبع هو الخالق

لذا، فإن هذه المعرفة الغريزية، التي أكدها الآن مسح علمي كبير، هي جزء جوهري من عملية تفكيرنا كبشر. وهذا مهم جداً لأنه في الواقع يمكننا أن ننتهي هنا تقريباً. يمكننا أن نقول لأي ملحد: "أتعلم أن هناك إلهاً؟ أنت تعرف ذلك، إنه في طبيعتك، كل واحد منكم يعرف ذلك." وهذا في الواقع هو الحقيقة. يقول الله في القرآن الكريم آية 53 من سورة فصلت

(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)

لذا سيُظهر الله الآيات، سيُظهرها الله لهم

ومع ذلك، فإن جمال ديننا الإسلام، أحد أجمل الأشياء في ديننا، ما شاء الله، هو أنه عقلاني. إنه دين عقلاني جميل، إنه منطقي جداً، وعندما ننظر إلى كوننا وإلى العالم من حولنا، يمكننا أن نرى أن الكون والعالم يعملان وفقاً لقوانين، ولديهما أنظمة بداخلهما. في الواقع، إنها أنظمة معقدة جداً، وأنظمة شديدة التعقيد. هناك توازن مذهل وشروط دقيقة جداً لكي تكون الحياة ممكنة، لسوء الحظ ليس لدي وقت للخوض في هذه التفاصيل لأن وقتي ينفد، ولكن ما يمكنني اقتراحه هو أن تحصل على هذا الكتاب الذي أنتجناه واسمه "الرجل ذو السروال الأحمر". ما هو "الرجل ذو السروال الأحمر"؟ حسناً، أقترح أن تقرأه باختصار، إنه سهل جداً، يمكنك تحميله من الإنترنت. كل ما عليك فعله هو الذهاب إلى موقعنا www.onereason.org الرابط مكتوب وهو موقع تديره منظمتي "IERA" التي تهدف إلى الدعوة لغير المسلمين، ويمكنك تحميله من هناك. وستجد بعض المعلومات المذهلة حول الضبط الدقيق للكون، وكيف أن الكون مضبوط بدقة شديدة لكي تكون الحياة ممكنة

إذا كانت قوة الجاذبية مختلفة بمقدار ضئيل جداً، بمقدار ضئيل جداً، على سبيل المثال، نسبة 1 إلى 10 أس 95، إذا كانت قوة الجاذبية مختلفة بهذا المقدار الضئيل، فإن الكون لن يكون موجوداً. لن يكون موجوداً كما نعرفه بطريقة يمكن أن تدعم الحياة. وهناك الكثير من الأشياء المشابهة التي يمكننا النظر إليها فيما نراه كأنظمة، نرى الكون، نرى العالم. أليس من العقلاني، أليس الموقف الأكثر عقلانية، أنه إذا رأينا شيئاً يعمل وفقاً لقوانين، ويعمل وفقاً لأنظمة، فلا بد أن هناك إله ذا قوة وعلم وحكمة وقدرة وذكاء هو الذي صنع تلك القوانين، وصنع تلك الأنظمة، التي من خلالها وبواسطتها يمكن لكل شيء أن يسير؟

إذا كنتُ أمشي في الصحراء هنا في أبو ظبي - أعرف أنني في دبي ولكنني أقول أبو ظبي لأن أبو ظبي بها نفط (بترول) - حسناً! إذا كنت أمشي في صحراء أبو ظبي، ووجدت جهاز محمول آيباد، أو شيئاً يشبه محمول الآيباد مصنوعاً من الزجاج والبلاستيك وقطع من المعدن، التقطته وقلت لنفسي: "حسناً، هذا نتاج مليارات السنين من الأحداث العشوائية. نعم، الشمس أشرقت، والرياح هبت، والرمل، والفقاعات النفطية، والبرق ضرب، وبعد مليارات ومليارات السنين من تحرك الرمال، حصلنا على الزجاج والبلاستيك وتشكل الآيباد". هذا مثير للسخرية! لن يأخذك أحد على محمل الجد

إنه ليس عقلانياً، إنه ليس عقلانياً. ليس من العقلاني أن ندعي أن كوناً منظماً وممنهجاً هو نتاج أحداث عشوائية، إنه ليس عقلانياً

بل إن الاستنتاج الأكثر عقلانية هو أن هذا الكون له خالق، وهذا الخالق قوي وحكيم وقدير

مشكلة الشر: اعتراض شائع

الآن، هناك بعض الاعتراضات التي تجدها، وهي الاعتراضات الأكثر شيوعاً التي يطرحها الملحدون. أولها ما يسمونه مشكلة الشر: "إذا كان هناك إله، فلماذا يوجد الكثير من المعاناة في العالم؟" لقد سمعت هذا من قبل، أليس كذلك؟ "أين هذا الإله؟ الأطفال يموتون! النساء يمتن! هناك زلازل! هناك أمراض! أين هذا الإله؟ كيف يسمح الإله بحدوث ذلك؟"

ولكننا سرعان ما ندرك، بقليل من التفكير، أن هذه ليست حجة عقلانية. إنها عاطفية، إنها مبنية على العاطفة، لأن أسباب الاعتقاد بأن هذا الكون له خالق واضحة: نحن نعيش في كون منظم وممنهج، نرى فيه تنظيماً ونرى فيه أنظمة، فمن العقلاني أن نستنتج أن هناك قوة وإرادة وحكمة وراء ذلك

معاناة الإنسان وحكمة الخالق

إن وجود المعاناة لا علاقة له بوجود خالق أم لا، إنه سؤال مختلف في الواقع، السؤال هو:  لماذا يسمح الله بحدوث هذه الأشياء؟ هذا لا يثبت أو لا يقول أي شيء عن وجود الله من عدمه، ولكنه سؤال "لماذا؟" والطريقة الوحيدة التي يمكننا بها الإجابة على هذا السؤال "لماذا؟" هي عندما يخبرنا الله بذلك، في الواقع، هذا السؤال نفسه يقود العقل العقلاني إلى استنتاج أننا بحاجة إلى وحيّ من الله، نحن بحاجة إلى أن يخبرنا الله لماذا حياتنا هكذا؟ ما هو الغرض من حياتنا؟ ما هو سبب وجودنا؟ لذا، من المثير جداً للاهتمام أن نفس سؤال الشر والمعاناة في العالم هو سؤال يجب أن يقودنا إلى الاعتقاد ليس فقط بوجود إله، لأن المسألة لا علاقة لها بوجود الخالق، ولكنها مسألة تتعلق بـ"لماذا يا إلهي؟ لماذا تسمح بحدوث هذه الأشياء؟" الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نعرف بها هي إذا كشف الله لنا تلك الهداية، وتلك حُجة قوية جداً وهي الحاجة إلى الوحي، والحاجة إلى أن يمنحنا الله هذه الهداية، ولكن على أي حال، إن شاء الله، ربما يمكننا تغطية بعض بقية الأمور في جلسة الأسئلة والأجوبة

جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحيم جرين. لقد حان الآن وقت جلسة الأسئلة والأجوبة. وكالعادة، لدينا ميكروفون على اليسار للرجال، وواحد في الخلف للنساء، فإذا كنا مستعدين، إن شاء الله، سنأخذ السؤال الأول من الميكروفون على الجانب الأيسر

السؤال: السلام عليكم، اسمي أيمن، وأردت أن أسأل: كثير من الناس يولدون في الغرب وينشأون في عائلات ملحدة، وكثيرون أيضاً يولدون في عائلات مسلمة. ولكن لماذا يذهب المسلمون الذين قد لا يُصلون، ولا يفعلون الكثير... مجرد أنهم يؤمنون، لماذا يذهبون إلى الجنة؟  بينما الملحدون لا يذهبون إليها؟ مع أنهم فقط يتبعون ما أخبرهم به آباؤهم؟ أنا فقط أتساءل

الشيخ عبد الرحيم جرين: أيمن، من أين حصلت على تلك المعلومة؟

أيمن رد: تجارب سابقة

الشيخ عبد الرحيم جرين: حسناً، ولكنها ليست من القرآن الكريم، أليس كذلك؟

أيمن رد: لا لا

الشيخ عبد الرحيم جرين: إذن، يا أيمن، الأمر هو أننا كمسلمين، وأعتقد كبشر عقلانيين، ما ينبغي علينا فعله هو أننا إذا أردنا أن نعرف ما يقوله دين ما، فعلينا أن ندرس تعاليم ذلك الدين، لا سلوك أو أقوال بعض الأشخاص الذين يدّعون اتباع ذلك الدين. نعم، تلك هي المشكلة. لا أعتقد أننا نستطيع الحكم على الإسلام بما يقوله ويفعله المسلمون، أكثر مما نستطيع الحكم على المسيحية أو البوذية بما يدعيه البوذيون أو المسيحيون ويقولونه ويفعلونه. قد يمثل ذلك الدين وقد لا يمثله

ولكن إذا أردنا حقاً أن نعرف ما يعلمه الدين، فعلينا أن نعود إلى الكتاب نفسه، أليس كذلك؟ وأنا بالتأكيد لا أتفق مع القول بأن شخصاً وُلد في عائلة مسلمة ولا يمارس دينه على الإطلاق سيذهب إلى الجنة، بينما شخص وُلد في عائلة ملحدة سيذهب إلى الجحيم. لأن الله يمتلك العدل المطلق، الله لا يظلم أحداً، وله عدل عظيم في كل شيء، سواء في الدنيا أو في الآخرة. هذا ما نؤمن به. نؤمن بأن الله عادل وأن الله الخالق سيحكم على الجميع بالعدل

فمثلاً، هل سيقول الله لشخص لم يسمع قط عن دين الله، لم يسمع عن القرآن، لم يسمع التعاليم الحقيقية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة: "لماذا لم تصلِّ؟ لماذا لم تصم؟ لماذا لم تؤدِّ الزكاة؟ لماذا لم تحج إلى مكة؟" لا، إذا كان هذا الشخص لا يملك المعرفة بذلك، فلن يسأله الله عن تلك الأمور بالعدل، لأن هذا الشخص لم يكن لديه معرفة، سيكون ذلك غير عادل، سيكون ظلماً، حسناً؟ بينما قد يكون هناك مسلم وكان محاطاً بأشخاص يُذكّرون هذا المسلم بأنه يجب أن يفعل هذا ولا يفعل ذاك، وأن هذا ما يعلمه الدين

فعلى كل إنسان أن يتخذ قراراً واعياً، حتى لو ولد في عائلة مسلمة، يجب أن يتخذ فيه قراراً واعياً وعقلانياً بأن يكون مسلم بحق

ومع ذلك، ما نقوله هو أن الإسلام طريق فطري، والاعتقاد الأساسي للمسلم فطري، لذا لا يضطر المسلم للتفكير بعمق وذكاء في نظام معتقداته، لأنه طبيعي جداً إنه نظام اعتقادي طبيعي وعادي، بينما الشخص في الغرب وُلد في عائلة ملحدة قد يضطر إلى التفكير بجدية فكرية في كل شيء، ولكن بشكل عام، الأشخاص الذين يعيشون في الغرب في هذا النوع من البيئة لديهم هذا النوع من التعليم الذي يشجعهم على التفكير في الأمور بذكاء

النقطة هي، يا أيمن، أن الله في نهاية المطاف هو العدل وسيحكم على الجميع بالعدل، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة ، فأما الأصم فيقول: رب قد جاء الإسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا، وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني من رسول . فيأخذ مواثيقهم ليطيعوه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما . حديث صحيح

معنى الحديث بأن يوم القيامة سيأتي مجموعات من الناس وسيكون لديهم أعذار مختلفة، مثلاُ سيقول أحدهم إن رسالة الإسلام عندما جاءتني كنت كبيراً جداً في السن، أو سيقول آخر إنني جئت في وقت لم يكن فيه رسول، أو الرسالة لم تكن واضحة، أو كانت مشوشة، وسيزعم آخر ربما أنه كان مجنون، أو أنه كان صغيراً جداً. ستأتي هذه المجموعات من الناس، وسيعطيهم الله اختباراً يوم القيامة، إذا اجتازوا ذلك الاختبار وأطاعوا الله، فهذا يدل على أنهم لو كانت الرسالة قد وصلت إليهم في هذه الحياة لكانوا أطاعوا الله ورسوله، أما إذا لم يفعلوا، فهذا يدل على أنهم ما كانوا ليطيعوا الله

لذا فإن النقطة هي أننا نؤمن بأن الله سيعامل البشر بالعدل، وليس مجرد الظرف أو حظ الولادة هو الذي يجعلك تذهب إلى الجنة أو تذهب إلى الجحيم. لا، نحن لا نؤمن بذلك على الإطلاق.  وأيضاً يجب علينا الإيمان بأن رحمة الله لا ينالها إلا من اجتهد في طاعة الله وأحسن العمل

إن شاء الله، سنتلقى السؤال التالي من ميكروفون الأخوات في الخلف

تفضلي بالسؤال يا أختي

السؤال: السلام عليكم. سؤالي يتعلق بما سأله الأخ للتو، نعلم جميعاً بأن الله عادل، ولن يحدث أي ظلم لأي شخص، ولكن عندما أتحدث إلى أصدقائي الملحدين عبر الإنترنت وفي الواقع، فإن أسئلتهم التي لا أستطيع الإجابة عليها هي: "أين العدل؟ عندما أصبح مسلماً ويكون كل شيء سهلاً لأنني وُلدت في هذا الجزء من العالم، أو وُلدت في هذه العائلة؟" أعلم أنك أجبت للتو عن الأشخاص الذين يولدون في عائلة ملحدة وما إلى ذلك، ولكن السؤال هو: ماذا يجب أن أقول للملحدين بالضبط؟ إذا أخبرتهم أن الله عادل، وأنهم سيحاسبون بالعدل يوم القيامة، فإن إجابتهم ستكون: "أنا لا أؤمن بالله، ولا أؤمن بيوم القيامة"، لذا فإن إجابتي غير صالحة بالنسبة لهم أو لا تمنحهم ما يريدون معرفته

الشيخ عبد الرحيم جرين

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سؤالك مهم جداً ويتعلق بكيفية محاورة الأصدقاء الملحدين حول عدل الله، إليك ما يمكن أن تقوله لهم

أولاً وقبل كل شيء، أيتها الأخت، الإجابة في رأيي واضحة تماماً، بما أنكِ تتحدثين إلى هؤلاء الملحدين، فأنتِ تمنحينهم الفرصة للتغيير وقبول الحقيقة، كيف يمكنهم بعد ذلك أن يشكوا من عدم وصول الرسالة إليهم، وأنتِ الرسول الذي يحمل الرسالة إليهم؟ أليس كذلك؟

تحدي العقلانية والتفكير العاطفي

وهذا هو الأمر الذي يجب أن أقوله حقاً، أنا أكره التعميم على مجموعة من الناس، فهناك بعض الملحدين الذين قد يكونون في حيرة حقيقية من أمرهم، صحيح؟ ولكن بصراحة، كثير منهم أناس متغطرسون جداً. عندما تبدأين في النقاش معهم، سترين ذلك. ستعطينهم إجابات معقولة جداً، وسوف يأتون بردود غير معقولة بالمرة، وهؤلاء هم الذين يدّعون أنهم عقلانيون

أهمية "الفطرة" والدليل العلمي

أود أيضاً أن أوصي بشدة بأن تقدمي لأصدقائك الملحدين الذين تتحدثين معهم عبر الإنترنت هذا  الكتاب "الرجل ذو السروال الأحمر" اطلبي منهم قراءته، وانظري ما إذا كان بإمكانهم تقديم رد على ما فيه، وعليكِ أنتِ أيضاً قراءته إن شاء الله، ستجدينه مفيداً جداً، لأن بداية الكتاب تتحدث بالضبط عن القضايا المتعلقة بكيف نعرف وكيف يمكننا أن نقتنع بوجود الله، النقطة الأخرى التي أريد أن أشير إليها يا أختي هي مرة أخرى نقطة " الفطرة"  نحن نؤمن بأن كل إنسان لديه معرفة غريزية، الجميع... الإلحاد هو موقف مكتسب، وهذه الدراسة التي أجراها معهد أكسفورد للأنثروبولوجيا وعلم النفس، أنفقوا عليها 1.9 مليون جنيه إسترليني، وشارك فيها 60 باحثاً أكاديمياً من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين، بما في ذلك البلدان التي لا يؤمن معظم سكانها بالله

ماذا فعلوا؟ عندما فحصوا الأطفال واستجوبوهم وأعطوهم اختبارات معينة، ماذا وجدوا في الواقع؟ وجدوا أنهم لديهم مفهوم عن الله ولديهم مفهوم عن الحياة الآخرة، لذا حتى في هذه المجتمعات الملحدة، لا يزال الأطفال لديهم هذا المفهوم الطبيعي الأساسي، وهذا أحد الأسباب التي جعلتهم يستنتجون أن الإيمان بالله والإيمان بالدين والإيمان بالحياة الآخرة هو في الواقع اعتقاد غريزي طبيعي في الإنسان، أليس كذلك؟

دوافع الإلحاد: أسباب نفسية وليست عقلانية

لذا، ستجدين، كما قلت، أن الأسباب الرئيسية التي تجعل الشخص يختار أن يكون ملحداً هي: أن شيئاً سيئاً حدث له في حياته، ويعتقد: "كيف يمكن لله أن يسمح بحدوث ذلك لي؟" أو أنهم ببساطة لا يريدون أن يعيشوا حياتهم وفقاً لقواعد! هذا كل ما في الأمر، لا يريدون قواعد في حياتهم؛ يريدون فقط أن يكونوا قادرين على فعل ما يريدون دون الشعور بأن هناك بعض المحاسبة. قد تكون هناك أسباب أخرى، وبعض الناس مرتبكون حقاً، على سبيل المثال، حول مشكلة الشر

تفنيد حجة أن الدين هو سبب الحروب

شيء آخر يقولونه غالباً هو أن الدين قد أدى إلى الكثير من الحروب. "ترون، الدين قد أدى إلى الكثير من الحروب، كيف يمكن أن يكون الدين صحيحاً عندما أدى إلى الكثير من الحروب والكثير من المشاكل؟" على أي حال، تعود النقطة مرة أخرى: هل هذه حجة غير عقلانية؟ فكري في الأمر، هل هذه حجة عقلانية؟ لا، ليست عقلانية. لأنه لا يزال بإمكانك الاستنتاج - أنا لا أقول أن هذا هو الحال، أنا لا أقول أن هذا هو الحال - ولكن من الناحية العقلانية يمكنك أن تقولي: "حسناً، ربما الله يحب الحروب"، هذا لا يثبت عدم وجود إله، ولا يثبت حتى ما إذا كان الدين صحيحاً أم لا

تفنيد "أن الدين هو سبب الحروب": حجة غير عقلانية وواقع مغاير

ما هو الأساس الذي يستندون إليه ليقولوا إن الدين لا يمكن أن يكون صحيحاً لأنه يسبب الحروب؟ ما هو الأساس؟ إنه ليس أساساً عقلانياً، إنه عاطفي، إنه مجرد نداء عاطفي، وليس عقلانياً، وعلى أي حال، هذا ليس صحيحاً، مرة أخرى، ما وجده علماء النفس هو أن الأشخاص الذين لديهم معتقدات دينية هم أكثر سعادة بكثير، ويعيشون حياة أطول وأكثر فائدة وسعادة من الأشخاص الذين ليس لديهم دين

هذه حقيقة إلى حد كبير، هذا ما يخبرنا به علماء النفس، أن الدين بشكل عام يجعل الناس سعداء

دعونا نأخذ شيئاً آخر: حسناً، إذا كنتم تقولون إن الدين تسبب في الكثير من الحروب، فماذا عن بول بوت، زعيم كمبوديا الديكتاتور الذي كان مسؤولاً عن مقتل ملايين وملايين البشر؟ ماذا عن ستالين، كم قتل ستالين؟ وهتلر؟ والعديد من الأشخاص الآخرين الذين لم يكن لديهم دين على الإطلاق؟ هذه الحروب لم تكن بسبب الدين، بل كانت من أشد الحروب دموية وفظاعة التي شهدها العالم على الإطلاق. حتى معظم الحروب التي تجدونها تحدث اليوم ليست حروباً دينية، بل هي حروب على الموارد، إنها حروب قائمة على المادية

لذا، هذا الادعاء بأن الدين قد تسبب في ذلك، أتعلمون، يمكننا القول إنه (كليشيه) قديم ومبتذل، إنه سخيف أن ندعي هذا النوع من الادعاء، وهو ليس ادعاءً عقلانياً على أي حال. ولكنكم تعلمون، بعض هؤلاء الأشخاص مرتبكون، لذا فإن مهمتنا، إن شاء الله، وأنا سعيد جداً بوجود أناس مثل هذه الأخت يتحدثون إلى هؤلاء الأشخاص عبر الإنترنت، وما شاء الله يحاولون إقناعهم والتواصل معهم، وهذا رائع حقاً، أتمنى لو كان هناك المزيد من الناس مثل هذه الأخت، فجزاكم الله خيراً

إن شاء الله، لدينا وقت لسؤال واحد آخر، لذا سنتوجه إلى ميكروفون الإخوة على الجانب الأيمن

تفضل بسؤالك يا أخي

ما شاء الله هناك أخ جديد يريد اعتناق الإسلام  "الله أكبر"  صوت التكبير في القاعة، أنا مسلم جديد، يمكنني القول بأنني قد وُلدت بالأمس فقط، أنا من أوغندا، يمكنني القول إن أبي الآن سعيد جداً، أنا الآن سعيد جداً، كنت سابقاً على المسيحية، أنا في دبي منذ شهرين فقط، أعمل في   شركة بار أرمينيوم، التغيير لدين الإسلام بالنسبة لي لم يكن يتعلق بالاقتناع فقط، بل كان من منطلق القناعة التي رأيتها تمر بي خلال الشهرين الماضيين، لقد قارنت حقاً بين ما كنت عليه ورأيت أنني كنت أفقد حياتي - ليس أفقد حياتي بالكامل - ولكنني لم أكن أظهر أنني على الطريق الصحيح، لذا، اليوم أردت فقط أن أقول الشهادة أمامكم لأكون مسلماً، بالأمس أعلنت إسلامي، ولكن اليوم أريد أن أشهر إسلامي على الملأ وأمام الجميع

الشيخ عبد الرحيم جرين:  أقول ما شاء الله لهذا الأخ، الحمد لله، إنه أفضل شيء ستفعله في حياتك، وهو أن تصبح مسلماً، الحمد لله، إذا كنت تريد السعادة، فالطريقة الوحيدة التي ستجد بها السعادة الحقيقية هي بقبول الإسلام

أريد أن أسأل سؤالاً: هل يوجد أي شخص آخر في هذه القاعة الآن يرغب في أن يجعل حياته جميلة وسعيدة ويقبل الدخول في دين الإسلام؟ إذا كان هناك أي شخص آخر هنا، هل يقف أي شخص ويرفع يديه ويأتي للأمام؟ أي شخص آخر يريد أن يعتنق الإسلام فليتقدم للأمام

الحمد لله، لدينا شخص قادم

إذا كنت تفكر في أن تصبح مسلماً، فلا يوجد وقت أفضل للقيام بذلك من الآن، صدقني، ستكافأ على تعزيز إيمان الجميع هل هناك أي شخص آخر؟ أي شخص آخر يريد أن ينطق الشهادة ويصبح مسلماً؟ الحمد لله

حسناً، هناك أخ آخر (من كينيا) يريد الدخول في الإسلام 

السلام عليكم، اسمي إبراهيم، إبراهيم من كينيا، كنت مسيحياً ولكنني الآن أريد أن اعتناق الإسلام

الشيخ عبد الرحيم جرين: ما شاء الله يا إبراهيم، هذا رائع، لذا أود أن يتبعني كلاكما في التلفظ بالشهادة، أخي إبراهيم وأخي الآخر من أوغندا، إن شاء الله، فقط قولا بعدي، كررا بعدي الشهادة

أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله

هذا رائع ما شاء الله يا إخوة! نصيحتي لكما هي أن تتصلا بالله من خلال الصلاة. لدينا شيء جميل في ديننا: على كل مسلم أن يصلي خمس مرات في اليوم، الصلاة خمس مرات في اليوم ليست صعبة، إنها امتياز، ما شاء الله. هل تتخيلون أن الله، خالق الكون كله، طلب منا أن نقف أمامه لندعو إليه ونعبده وحده، خمس مرات على الأقل كل يوم؟ لذا أرجو من الإخوة هنا أن يدعموكم إن شاء الله ويعلموكم الصلاة، وأنا متأكد، ما شاء الله، ستجدون الكثير من الناس لمساعدتكم هنا

معذرة، سمعت الآن أن هناك أختًا تريد أن تصبح مسلمة.. فهل أنتِ مستعدة للنطق بالشهادة؟

الأخت تجاوب: نعم

الشيخ عبد الرحيم جرين

كرري بعدي الشهادة

أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله

في نهاية هذه المحاضرة نشكر الشيخ عبد الرحيم جرين، جزاه الله خيرًا وبارك فيه وحفظه، وجزاكم الله خيرًا على حضوركم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

www.islamic-invitation.com

 
All copyrights©2006 Islamic-Invitation.com
See the Copyrights Fatwa